السبت، 30 أبريل 2016

الايمان - أسامة الرميان


الإيمان


في رحلة بحثي عن أكثر الأشياء التي تدفعنا إلى العمل بذمة وصدق وأمانة وبالتالي " نصر ونجاح " وجدت أن السر هو الإيمان !!

سلسلة هذه العمليات تبدأ بالرغبة (نية) لشيء نحبه (عاطفة الحب) جذب ، ولكن المعضلة أن هذه النية وهذا الجذب ما زالت مكتوبة بقلم رصاص فهي لم تثبت !! وهي معرضة للخسران والإجهاض وهي في بدايتها !! فوجدت أن الذي يبقي هذه العواطف القوية مستمرة ضد الإنسحاب هو الإيمان !!

ما هو الإيمان ؟؟؟

الإيمان شيء يصعب وصفه للناس بتفصيل دقيق، ولكنه باختصار هو يعمل عبر العقل الباطن بامتزاجه مع النية أو الرغبة وتصديقها بوجود جذب قوي!!
توجد طرق كثيرة لوضع الإيمان بالنفس ولكنها باختصار هي وضع مشاعر حب أو جذب وتكرارها حتى تثبت بنقطة ثبات جديدة، نقطة الثبات الجديدة هذه هي الإيمان والبعض يسميها تركيز جديد من كتاب قوة التركيز لجاك كانفيلد !!!
ونقطة الثبات تحدثت عنها في موضوع سابق بالتفصيل على هذا الرابط


وهي التي تؤثر بشكل كبير على العمل وبالتالي على النتائج والنجاح والنصر، العمل بدون إيمان لا يستمر ، ولذلك نلاحظ في كلام الله سبحانه وتعالى كثيرا (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فالعمل الصالح لا يستمر ولا يثمر إلا إذا كان معه إيمان !!

كيف نبني الإيمان في أنفسنا ؟؟


الإيمان أو نقطة الثبات يتم بنائها بعدة طرق :-
الطريقة الأولى : العمل المستمر لفترة متواصلة إلى أن تصبح عادة جديدة وبالتالي تصبح نقطة ثبات جديدة أو إيمان جديد مؤثر !! الفترة اللازمة للاستمرار تحدث عنها الكثيرون فمنهم من قال أقلها أسبوعين وتمتد إلى شهور ومنهم د صلاح الراشد في تمرين 21 تكرار في 14 يوم ، ومنهم من قال التركيز يحدث بحد أدنى ثلاثة أسابيع مثل جاك كانفيلد في كتابه قوة التركيز ، والذي أعجبني أكثر شيء أن المدة التي تتم فيها الإستمرارية بالعمل حتى تصبح نقطة ثبات جديدة هي أربعين ليلة من قوله تعالى ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

إدخال الحب والعواطف القوية لزيادة التركيز على الأمر وعدم الإنسحاب إلى أن يثبت تماما وهذا الأمر يساعد كثيرا للاستمرار في الأربعين يوم الأولى إلى نصل لمرحلة الإيمان والتركيز ، والطريقة تكون بالبحث عن الأمور التي نحبها في الأمر الذي نعمل به ويكون مرتبط بنقاط القوة الخمسة الكامنة التي بداخلنا باحضارها للعقل الواعي والانتباه لها وللمشاعر الجميلة التي تصاحبها، فعندما يأتي موعد العمل القادم في جدول العمل يتم تذكر المشاعر الجميلة التي انتبهنا لها في عقلنا الواعي فيحدث الاستمرار .

الطريقة الثانية : برمجة العقل الباطن الذي يحمل الإيمان اساسا !!
اقترح نابليون طريقة الإيحاء الذاتي للعقل الباطن باستخدام النوم !! وذلك بالتلفظ يوميا قبل النوم بالأهداف والرغبات (النيات) بالتفصيل من ناحية كمية ونوعية بذكر أسباب التي تدعونا للحصول عليها وماذا نريد أن نفعل بها بعد الحصول عليها ، وذلك قبل النوم وعند الاستيقاظ من النوم بشكل يومي إلى أن نحصل على الإيمان الذي يجذب اساسا ويؤكد التجلي ويدفع للعمل والمعاودة للعمل عند مواجهة العوائق وإتقائها ولذلك فإن المؤمنين متقين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق